الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الفنان محمد إدريس: الوضع في تونس أشبه بالبركان والمنطقة الغارقة في الماء وهنالك جنون جماعي مخيف

نشر في  24 جانفي 2019  (10:52)

يشارك الفنان محمد إدريس الآن في بطولة فيلم " بورتو فارينا " الذي انطق عرضه في موفى الأسبوع الماضي في قاعات السينما، بعد غياب عن الساحة الفنية امتد سنوات .

وفي حوار أجراه مع الشروق في عددها الصادر اليوم الخميس 24 جانفي 2019، وصف الفنان محمد إدريس الوضع في تونس بالبركان مشيرا الى ان ما نعيشه اليوم هو عبارة عن غبار أو أتربة عادة ما تسبق عملية الانفجار وخروج الحمم البركانية.

واعتبر أنّ ما يراه اليوم ، سواء في الشارع التونسي او في المشهد السياسي، هو "ردات فعل طفولية اساسها الصياح و"العياط". صياح فيه وجيعة"، معتبرا أنّ هناك جنون جماعي وهذا مخيف لانه غير مبني على احترام الآخر، وغير مبني على قيم ، فالوضع اشبه بالمنطقة الغارقة في الماء العكر الذي يحب ان يتمطط وهو مشهد قميء مليء بالغدر ورائحته نتنة على حد تعبيره.

وأضاف المتحدّث بأنّ "هناك فرق بين التعبير والصياح والعياط. الشعوب على زعمائها ورياسها، ولكن عندنا انقلبت الآية على الأذناب. لقد حدث شرخ كبير في الجسد الاجتماعي التونسي يبين التراجيديا التي مرت بها هذه الأمة، وهذا وليد قمع وضغط وحالة احتقان. هناك مرض اجتماعي يتمثل في نكران الذات .الحضارة و المدنية هي قبول الاخر . المجموعة مبنية على التنوع و الاختلاف . و الاختلاف هو عمل و كد مثل قواعد اللعبة . الذات تظهر في في الرياضة الفردية مثل المصارعة و الملاكمة ، فالمصارع يصارع على الحياة او الموت" .

واعتبر أنّ المجتمع التونسي يعيش في لاوعيه نتيجة الصدمة ، و هذه الصدمة كانت كبيرة بسبب غياب الوعي وهو ما جعل احتمالية امتصاصها ضعيف مشيرا الى اننا نعيش ظاهرة اجتماعية تتمثل في ردات الفعل المرضية .

وعن رؤيته لمستقبل البلاد، أفاد الممثل محمد إدريس بأنّ التونسيون "غارقون في الضواحي وهذا يجعلنا بعيدين عن الجنة. هناك ثمن تدفعه الشعوب ، والحرية هي عبارة عن مدرج يصعده كل الناس، وكل درجة يجب صعودها باستحقاق حتى لا تقع أرجلنا في الفراغ".

وأضاف بأن الحاضر هو وقت الفلاسفة لان الناس لم تعد تفكر ، فهم يذهبون مباشرة الى العنف، ودليل ذلك انتشار مقولة " إيجاني من الآخر". لم يعد هناك حوار . لا يوجد اتفاق اجتماعي. هم يحقنون الجسد الاجتماعي التونسي بخليط غريب. العقد الاجتماعي ، قضية يجب ان تكون محل حوار فكري في المدينة وفق تعبيره.

واعتبر بأنه من العار بأن يكون في شارع بورقيبة مكتبة واحدة وخاصة وأنّ هناك ملايين الكتب التي تصدر يوميا معتبرا أنّ الجهل أصبح يملأ الفراغ وأنّ هناك مكتبات فارغة لأن فيها كتبا تجاوزتها الاحداث. فعل "إقرأ" غير موجود في قاموسنا. المعرفة والعلم والخبرة والرقي لا تتوفر الا بالكتاب. التلميذ اليوم يحمل عشرات الكلوغرامات في محفظته، ولكن بلا قيم. الثورة يحميها المدافعون عن الحياة.."